يفرح الآباء عندما يقول لهم البعض إن أطفالهم موهوبون، لكن بعدها لا يدري الأب ماذا يفعل مع هذا الطفل حتى لو كان موهوباً بالفعل؛ وذلك لأن النظرة العامة للموهبة تكون غالباً غير صحيحة، وتتسم بالرومانسية؛ بسبب الأفكار والآراء التي تدور حول الموهبة.
ويرصد تقرير لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية، بعض المعتقدات غير الصحيحة الشائعة حول الموهبة والطفل الموهوب، وهي المعتقدات التي تكون غالباً متناقضة، ومع ذلك فنحن نتصرف مع الطفل الموهوب بهذه الأفكار الخطأ أو الخرافات.
ويقول التقرير: نحن بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها ونبحث في قضية الطفل الموهوب، حتى يمكننا دعم الطلاب الموهوبين بشكل أفضل في نظامنا التعليمي، وللقيام بذلك يكشف التقرير عن أربع خرافات رئيسية تحيط بالموهبة وأطفالنا الموهوبين، وهي:
* الطفل الموهوب يفتقر لمهارات التواصل الاجتماعي
تعد هذه أحد أكثر الخرافات انتشاراً عن أطفالنا الموهوبين، حتى أصبحنا نعتقد بالفعل أنهم يفتقرون إلى مهارات التواصل الاجتماعي مع غيرهم.
وحسب التقرير، فقد أسهم الإعلام في رسم هذه الصورة للطفل الموهوب، ويؤكد التقرير أنه لا يوجد دليل علمي واحد على ذلك، لكن الأمر المعروف هو أن الطفل الموهوب يقضي الكثير من الوقت في ممارسة هوايته المحببة، والتي تجعله مميزاً.
ويحذر الخبراء من انتشار الاعتقاد بأن الأطفال الموهوبين يفتقرون لمهارات التواصل الاجتماعي، بحكم تصميمهم، مؤكدين أن هذا الاعتقاد يجعلنا لا نساعد هؤلاء الأطفال، ويطالبون بأن نوفر للأطفال الموهوبين المزيد من دعم مهارات التواصل مع من حولهم.
* آينشتاين الصغير
هناك خرافة أخرى وهي أن الطفل الموهوب هو “عالم الفيزياء العبقري ألبرت آينشتاين”، أي أنه شخص كبير وبالغ في جسم الطفل، وأن عليه الحديث والتفكير والسيطرة على مشاعره كالكبار تماماً، ويمكن حتى أن يرتدي بدلة ورباط عنق، وهذا مفهوم خاطئ ينطبق على الطريقة التي ننظر بها إلى الأطفال الموهوبين.
ويؤكد الخبراء أن الطفل الموهوب البالغ من العمر 5 سنوات، لا يزال يبلغ من العمر 5 سنوات، وسيتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها بقية الأطفال في عمره، لذا فليس غريباً أن نشهد طفلاً موهوباً يبلغ من العمر خمس سنوات، وهو يترك تسمية عناصر الجدول الدوري في الكيمياء، وينهار باكياً؛ لأن قلمه قد انكسر!
* الموهبة هي الذكاء
يستخدم الناس مصطلح الموهبة ليعني “الموهوب أكاديمياً” أو علمياً، أو الطفل الذكي، أو الذي يزيد معدل ذكائه على 130 درجة، وهذا خلط كبير بين الموهبة والذكاء.
مصطلح “الموهبة” يغطي العديد من المجالات، مثلاً: الطفل الذي يقوم بعملية حساب التفاضل والتكامل في عمر 5 سنوات، هو طفل موهوب، ولكن أيضاً الطفل الذي يقوم برسم لوحة زيتية أو يؤلف قصة أو شعراً، أو يجيد لعب الكرة هو أيضاً موهوب، لكن المشكلة أننا نلاحظ الموهبة الأكاديمية أكثر، بينما نهمل المواهب الأخرى.
* أن الموهبة ليست من الاحتياجات الخاصة
يستخدم مصطلح “الاحتياجات الخاصة” ليعني “إعاقات التعلم”، وعندما نساعد طفلاً يعاني من صعوبات في التعلم، فإننا نحاول تمكينه من اللحاق بمستوى زملائه في الصف، لكن الأطفال الموهوبين أيضاً لديهم احتياجات خاصة؛ لأن ذكاءهم يتجاوز مستوى زملائهم ومستوى الصف الدراسي.
ويقول التقرير: إن مشكلة التعامل مع هذين النوعين من الطلاب، تكمن في عقليتنا نحن، ففي حالة الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم، لا ينبغي أن نفكر في أن يصل الطفل إلى مستوى الصف الدراسي، ولكن علينا أن نفكر كيف يصل إمكانات الطفل نفسه بالكامل، وينطبق هذا على الطفل الموهوب.
ومن هنا يجب تصنيف الطفلين على أنهما من “ذوي الاحتياجات الخاصة”، ويحتاج كلا الطفلين إلى مناهج محددة وطرق تدريس فريدة من نوعها؛ لمساعدته على تحسين تعلمه، ومساعدته على الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من قدراته. هذه هي احتياجاتهم الخاصة.
ومع وجود الطلاب الموهوبين، فلا بد من فتح طرق سريعة لهم وتقديم محتوى تعليمي يسمح لقدراتهم العقلية الأعلى بالتقدم والعمل على وتيرتهم الخاصة، أما أهمال الطفل الموهوب، فسوف يصيبه بالملل؛ بسبب قدراته الأعلى من غيره، وإجباره على التعلم البطيء لمناهج تخطاها بعقله، فينتهي به الأمر إلى خروج سلوكه عن السيطرة، ويتم تصنيفه على أنه تلميذ عنيد بدلاً من كونه غير عادي.
يجب أن نتنبه مبكراً إلى الموهبة، بكل أشكالها، وعلينا أن نكون مستعدين لتقديم الدعم الذي يحتاج إليه الطفل الموهوب لتحقيق أفضل ما لديه.
Copyright © 2021 ksatalent.org All Rights Reserved.
جميع الحقوق محفوظة لـ ترانا لتقنية المعلومات